وقد أزروها وهي ذات مؤصد ... صغيرٍ ولما تلبس الإتب ريدها
يريد أن نور الشمس إذا قابل فرند هذا السيف حدتث بينهما أنوار تزعم الشمس أنها أرآد هذا الحسام, وإنما ذلك زعم منها لا حقيقة له, وأكثر ما يستعمل الزعم فيما لا يثبت كما قال سبحانه: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا}؛ أي: ليس الأمر كذلك, وقال الضبي: [الكامل]
زعمت تماضر أنني إما أمت ... يسدد أبينوها الأصاغر خلتي
أي: إنها تدعي ذلك, وليس هو على ما تزعم.
وقوله: (٦٥/أ)
مثلوه في جفنه خشية الفقـ ... ـد ففي مثل أثره إغماده
يقول: هذا السيف يهوى الناظر إدامة نظره إليه, فقد مثل في غمده كيلا يستره الغمد عن العيون. والإثر: فرند السيف, كأنهم حلوه بفضة, ولا يمتنع أن يكونوا صاغوا له غمدًا من الفضة, والسيف يوصف بالبياض, والفضة بيضاء, كأنه مغمد في فرنده.
وقوله:
منعل لا من الحفا ذهبًا يحـ ... مل بحرًا فرنده إزباده
لما كانت النعل تكون في رجل الإنسان شبهوا بها نعل الدابة من الحديد, والدواب تمشي فتشارك الأنيس في المشي, فهي أقرب إلى أن تستعمل لها النعال من السيوف, ولما كانت الحلية تكون في أسفل الغمد جعلت كالنعل للسيف. وإنما يحسن أن يجعل له نعلًا إذا أغمد؛ لأنه إذا سل كان ذبابه أعلى شيء فيه, ولعلهم إنما قصدوا بذلك الغمد دون السيف, ثم استعملوه لما يكون في الغمد.