اعدد, كأنه قال: اعدد نفسك أنك قتلت ابن يزداذ. قال الشاعر:[الطويل]
هبوني امرأً منكم أضل بعيره ... له ذمة إن الذمام كبير
أي عدوني واجعلوني.
وقوله:
غادرت أوجههم بحيث لقيتهم ... أقفاءهم وكبودهم أفلاذا
يحتمل أن يريد أن الضرب هتك وجوههم فأذهب الأنوف وما يعرف به الوجه, فقد صارت الوجوه كالأقفاء؛ لأنه لا تعرف لها صورة, وحذف حرف التشبيه لعلم السامع بما يريد, ويجوز أن يعني أنهم لقوه بوجوههم فلما هزمهم اتقوه بأقفائهم, فكأنه جعل وجوههم أقفاءهم. والأفلاذ: القطع. يقال: فلذ له من العطاء: إذا أعطاه قطعة منه. وفي الحديث:«قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها»؛ أي: بأهلها الذين هم العادة, وعليهم المعول.
وقوله:
في موقفٍ وقف الحمام عليهم ... في ضنكه واستحوذ استحواذا
الضنك الضيق. قال عنترة:[الكامل]
إن المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل
وقالوا: امرأة ضناك؛ أي: عظيمة الخلق, كأن لحمها ضايق بعضه بعضًا, فيجوز أن تكون مسماةً بالمصرد من ضانك يضانك ضناكًا, قال الشاعر:[الطويل]
ضناك على نيرين أمست لداتها ... بلين بلى الريطات وهي جديد