للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والازورار: مأخوذ من ازور, وهو الميل عن الشيء, وصحت الواو في ازور لسكون ما بعدها وما قبلها. ويقال: إن الزور والعور وما كان مثلهما صححت فيه الواو؛ لأنه بني على ازور واعور, ولولا ذلك لوجب أن تقلب الواو ألفًا فيقال في الزور: زار, وفي العور: عار.

وقولهم: اختصر الشيء إذا أخذ منه ما قل, وهو مأخوذ من خصر الإنسان؛ لأن العرب تصف نفوسها بالضمر ودقة الخصور.

وقوله:

تركتني اليوم في خجلةٍ ... أموت مرارًا وأحيا مرارا

الخجلة: مصدر خجل. وكان ابن دريد يذهب إلى أن قولهم للذي يستحيي: خجل: كلمة مولدة, وحكى ابن السكيت في الأضداد أنه يقال: رجل خجل أي: نشيط, وخجل أي: كسلان, وأنشد عن أبي تمام الباهلي:

إذا دعا الصارخ غير المتصل ... أتاك منهم كل ذيالٍ خجل

أي نشيط. وجاء في الحديث: «أنه أتى على وادٍ خجلٍ مغن» , وفسروا الخجل الذي قد طال نبته؛ فهذا يحتمل أن يكون من خجل إذا نشط؛ كأن النبت أدركه نشاط فطال, ويجوز أن يكون من خجل إذا كسل؛ لأن النبت إذا طال تعطف, فكأنه كسل عن الانتصاب, قال الشاعر في صفة نبت: [الرمل]

فتسامى زمخري وارم ... مالت الأعراق منه واكتهل

<<  <   >  >>