للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: إنما قالواك خجل الرجل: إذا استحيا واضطرب عليه أمره, من قولهم: خجل النبت إذا طال؛ لأنه يضطرب وتضعف أصوله (٧١/أ) عن حمل الفروع. وقالوا: الخجل: سوء احتمال الغنى, والدقع: سوء احتمال الفقر, وأنشدوا للكميت: [المتقارب]

فلم يدقعوا عندما نابهم ... لصرف زمانٍ ولم يخجلوا

وجاء في الحديث في مخاطبة النساء: «إنكن إذا جعتن دقعتن, وإذا شبعتن خجلتن».

أي: ليس فيكن صبر ولا احتمال.

وأصل الموت خلو الجسد من الروح, ثم قيل لمن تقل حركته: هو ميت, وقد مات, فكأن الشاعر جعل ضعف نفسه بالخجل موتًا, وذهاب ذلك عنه حياةً له. وقالوا: مات الثوب إذا خلق, وقالوا للبهيمة إذا غلب عليها الهزال: ميتة. قال الراجز: [الرجز]

يا قوم من يحلب عنزًا ميته ... قد حلبت خطة جنبًا مسفته

خطة: اسم عنزٍ بعينها, وجنب: أي علبة, ومسفتة: مثل مزفتةٍ من الزفت.

وقوله:

ولكن حمى الشعر إلا القليـ ... ـل هم حمى النوم إلا غرارا

الغرار: نوم قليل, كأنه يغار الإنسان؛ أي: يجيئه على غرةٍ. وقالوا: ناقة مغار إذا كانت قليلة اللبن, وهو الغرار, كأنها تغر الحالب, فمرةً تعطيه لبنًا, ومرة تمنعه. قال الشاعر في صفة خيلٍ, وقيل صفة إبلٍ: [الوافر]

<<  <   >  >>