يقول: كانت بنو كلاب تحت ظل الممدوح, وفي ذراه مع كعب هذه, فخافت أن تصير بمنزلة بني كعبٍ قد عدت في الأعداء, وخشيت أن تطرد كما طردت كعب.
وقوله:
فأقبلها المروج مسوماتٍ ... ضوامر لا هزال ولا شيار
مسومات: يحتمل أن تكون معلماتٍ من السيمة, وهي العلامة, وأن تكون من سومت المال إذا أخليته في الرعي. والشيار: السمان, ولا واحد لها من لفظها, وهي مشتقة من الشارة, وهي حسن الهيئة؛ لأن الخيل إذا سمنت حسنت في الأعين, ومن الأمثال:«قال: أرني حسنًا, قال: أريك سمينًا». واستعمل في هذا الموضع لا النافية المبنية مع الاسم, وليس هي متحققة بهذا المكان, ولولا الضرورة لكان أولى من ذلك أن يقول: لا هزالًا فيها ولا شيارًا, فيجعلها محمولةً على قوله: ضوامر, وإنما حمله على قوله: لا هزال فيها ولا شيار فهذا أسوغ من قراءة السلمي: {لا ذلوا تثير الأرض}. وقال عمرو بن معدي كرب في الشيار:[الطويل]
أعامر لو كانت شيارًا جيادنا ... بتثليث ما ناصيت فيها الأحامسا
وقوله:
تثير على سلمية مسبطرا ... تناكر تحته لولا الشعار
سلمية: بناء مستنكر, ولا ريب أنه أعجمي. ومسبطرًا: أي: غبارًا ممتدًا, يقال: