والأصيبية: تصغير صبيةٍ, وهذا أقيس الوجهين, وفي الحديث:«ما تقول للأصيبية الصغار» , وقد قالوا: صبية في معنى التصغير, قال الراجز:[الرجز]
صبيةً على الدخان رمكا ... ما إن عدا أكثرهم أن زكى
أي: مشى مشيًا متقارب الخطو, وهو الزكيك, والقياس أن يقال: أصبية في الجمع إلا أنه مفقود في الكلام الأول. يقول: قد ألقيت الأصيبية من الفرق وإيثار النجاء, فهم يوطؤون. وفي هذا الكلام حذف, كأن أصله أن يقال: وأوطئت الأقدام الأصيبية أو حوافر الخيل وأخفاف الإبل. يقال: وطئ الرجل وأوطأه غيره, ولو ظهر المفعول المحذوف لكان الوجه أن تنصب الأصيبية؛ لأن المعنى أوطئت الأقدام الأصيبية, قال زيد الخيل:[الرمل]
عودوا مهري كما عودته ... دلج الليل وإيطاء القتيل
وقوله:
وقد نزح العوير فلا عوير ... ونهيا والبييضة والجفار
هذه كلها أسماء مواضع, يقال: نزحت البئر ونزحها غيرها, وأكثر ما يجيء كلامهم على أن يقولون: فعل الشيء وأفعله غيره, مثل خرج الرجل وأخرجته, ودخل وأدخلته, فإذا جاء فعل وفعلته فهو قليل, مثل ذرف الدمع وذرفته, وسجم وسجمته. والعوير هذا: هو الذي ذكره القطامي في قوله: