أنه أخذ من قولهم: مجدت الإبل, إذا امتلأت بطونها من الرعي, ويقال: استمجد من الشيء إذا استكثر منه, والمثل السائر:«في كل شجر نار, واستمجد المرخ والعفار»؛ أي: استكثر من النار.
والعيوب يجوز فيها كسر العين وضمها, وكذلك ما جمع على فعول من ذوات الياء, مثل: شيخ وشيوخ, وبيت وبيوت, وجيب وجيوب.
وقوله:
ولولا أيادي الدهر والجمع بيننا ... غفلنا فلم نشعر له بذنوب د
أيادي الدهر: أي: نعمه وإحسانه, وأصل ذلك في بني آدم, ولكنهم لما أخبروا عن الدهر كما يخبرون عمن يعقل, ونسبوا إليه الإساءة والإحسان جاز أن يجعلوا له أيادي.
وتروى حكاية عن أبي عمرو بن العلاء, وأبي الخطاب الأخفش معناها أن أبا الخطاب وأبا عمرو كانا في مجلس ومعهما جماعة, فذكر أبو عمرو أن الأيادي لا تستعمل إلا في النعم, وأنه لا يقال أيادي القوم في جمع يد, فسكت أبو الخطاب فلم انصرف قال لمن صحبه: والله إنها لفي علمه, ولكنه نسي, وهو أنشدنا هذا البيت:[الخفيف]
ساءها ما تأملت في أياديـ ... ـنا وإشناقها إلى الأعناق