وقوله:
وللواجد المكروب من زفراته ... سكون عزاءٍ أو سكون لغوب
الزفرات: جمع رفرة, وهو الزفير؛ وذلك صوت يخرج عن حبس النفس في الجوف, ومنه قولهم: طوى الفرس على زفرته؛ أي: أنه مجفر الجنبين, زفر, ثم خيط على ذلك, فثبت, ولم يزل عن تلك الحال, قال الجعدي: [المنسرح]
خيط على زفرةٍ فتم ولم ... يرجع إلى دقةٍ ولا هضم
واللغوب: الإعياء, وقد حكي بفتح اللام, وروي أن أبا عبد الرحمن السلمي قرأ: {وما مسنا من لغوب} , بفتح اللام.
وقوله:
وكم لك جدًا لم تر العين وجهه ... فلم تجر في آثاره بغروب
الغروب: جمع غرب, وأصل الغرب حدة الشيء, وأصحاب النقل يتجوزون في العبارة فيقولون: الغروب: الدمع, وقيل: الغرب أن لا ترقأ الدمعة, قال الراجز: [الرجز]
مالك لا تذكر أم عمرو ... إلا لعينيك غروب تجري
والمعنى أن الإنسان إنما يحزن لمن يعرف ويشاهد, فأما جدوده الذاهبون فلا يدركه عليهم البكاء, وهو معنى قول أبي خراش الهذليّ: [الطويل]
ولكنّها تعفو الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضي