فأما قولهم في الجمع: أبون وأبين فيجوز أن يكون على الإتمام, وعلى النقص؛ لأنه إذا قال في التثنية أبوان وجب أن يقول في الجمع أبوين على القياس؛ وذلك لا يجوز. ولو سميت رجلًا بعصًا لقلت في التثنية: عصوان, وفي الجمع المنصوب عصين, والأصل: عصوين فاستثقلوا الكسرة على الواو فسكنوها فالتقى ساكنان, فحذفت الواو, وبقيت الصاد مفتوحة.
أو يكونوا جاؤوا بياء الجمع بعد ألف عصا (٨/أ) فالتقى ساكنان فحذفت الألف.
والنحويون يقولون: قلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ وذلك لا يحتاج إليه, بل يقال: إن الياء راموا دخولها بعد ألف عصا وهي ساكنة فأوجب ذلك لها السقوط, وهذا الشعر ينسب إلى الفرزدق:[مجزوء الكامل]
يا خليلي اسقياني ... أربعًا ثم اثنتين
من شرابٍ كدم الجو ... ف يحر الكليتين
واصرفا الكأس عن الجر ... هل يحيى بن حصين
لا يذوق اليوم كأسًا ... أو يفدى بالأبين
وقول الشاعر:[المتقارب]
فلما تسمعن أصواتنا ... بكين وفديننا بالأبينا
يجوز أن يكون جمع أبٍ على الإتمام, وهو جمع على النقص. وكذلك قولهم: أخون وأخين في جمع أخ. قال الشاعر:[الوافر]
وكان لنا فزارة عم سوءٍ ... وكنت له كشر بني الأخينا