أبلغ لديك بني كعبٍ مغلغلةً ... أن يسارًا أتانا غير مغلول
وقيل للقصيدة التي تنفذ إلى الممدوح: مغلغلة؛ أي: كأنها رسالة. قال المسب بن علس:[الكامل]
فلأهدين مع الرياح قصيدةً ... مني مغلغلةً إلى القعقاع
وقوله:
تحمى السيوف على أعدائه معه ... كأنهن بنوه أو عشائره
يقال: حمي أنفه يحمى إذا أنف وغضب, وهو من الحمية, وأصل حمي وحمى واحد, ولكن فرق بينهما في اللفظ, وكأن قولهم: حمي أنفه من قولهم: حميت النار, وحميت الحرب. فأما قول القطامي:[البسيط]
محميةً وحفاظًا إنها شيم ... كانت لقومي عاداتٍ من العادٍ
فيحتمل أن يكون من (حميت أحمي) , وهو أولى به, ولا يمتنع أن يكون من (حميت أحمي)؛ لأنه قد قالوا: محمدة فكسروا, وهو من حمد يحمد.
وقولهك
تركن هام بني بحرٍ وثعلبةٍ ... على رؤوسٍ بلا ناسٍ مغافره
الهاء في مغافره راجعة على هام بني بحرٍ, والمغافر: جمع مغفر, وهي كمة من الزرد تكون على رأس الفارس, وقد جعل الراجز ما يستر الشمس من الغيم مغفرًا, وإنما هو مأخوذ من (غفرت الشيء) إذا غطيته, قال: