للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحملن مثل الروض إلا أن هذه المحمولات أسبى مهاةً وجؤذرًا؛ لأن الروض الذي ترتع فيه الظباء وبقر الوحش لا تشغف بظبائها القلوب, ولا يسبين الرجال.

وقوله:

فبلحظها نكرت قناتي راحتي ... ضعفًا وأنكر خاتماي الخنصرا

يقول: لما بليت بحب هذه المذكورة ضعفت راحتي عن حمل قناتي, فأنكر خاتماي خنصري؛ لأن النحول جعلهما لا يثبتان في الخنصر؛ لأنها دقت عما يحتاجان إليه, وهذا نحو من قول الآخر, أنشده ابن الأعرابي:

بحربٍ إذا المرء السمين تلبست ... بأعطافه في الصيف لم يتخيم

أي أن إصبعه يقل لحمها فلا يستمسك فيها الخاتم.

وقوله:

أرجان أيتها الجياد فإنه ... عزمي الذي يذر الوشيخ مكسرا

أي: إذا وقعت على المؤنث جاز أن تدخل عليها الهاء, وجاز ألا تدخل, فيقال: أيتها المرأة وأيها المرأة, وكذلك أيتها الجياد وأيها الجياد. والهاء في أنه واقعة على الأمر والشأن.

ومثله قوله جل اسمه: {إنه من يأت ربه مجرمًا}.

والكوفيون يسمون هذا الضمير المجهول, ويحسن إذا ذكر بعد هذه الهاء مذكر, أن يذكر الضمير, وإذا ذكر بعده مؤنث أن يؤنث, فيقال: إنه (٨٣/أ) جملك جمل ظهير, وإنها ناقتك ناقة ظهيرة, ولو استعمل في كل واحدٍ من الموضعين ما يستعمل في الآخر لجاز على أن يحمل إذا أنث على القصة والكائنة, وإذا ذكر على الخبر والشأن.

وقوله:

لو كنت أفعل ما اشتهيت فعاله ... ما شق كوكبك العجاج الأكدرا

يخاطب الخيل, ويقول: لو كنت أفعل ما تؤثرين من الراحة والدعة لأقمت, ولم أكابد السفر, ولم يشق كوكبك العجاج, واستعار الكوكب للخيل, ويقال لمقدمة الكتيبة كوكب, ويجوز أن يعني بالكوكب نفسه؛ لأنه يفتخر كثيرًا بالحرب, وإيثاره لقاء الأعداء.

<<  <   >  >>