للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا أيها الراكبان السائران معًا ... قولا لسنبس فلتقطف قوافيها

هو مأخوذ من قطف الثمرة, فيكون المعنى ليجنوا ثمرة ما اغترسوه, كما يقال: حصد فلان ما زرع, ونور الشجر والنبت إذا ظهر نوره, ويعني بالقول هاهنا ما نظمه من الشعر, وهذا أشبه به. ولا يمتنع أن يصرف ذلك إلى الممدوح يريد أن من قبله من البلغاء قطفوا الكلام قبل أن يزهر ويتم حسنه, وأن هذا المعني أدرك قطافه في أحسن ما يكون.

وقوله:

ورسائل قطع العداة سحاءها ... فرأوا قنًا وأسنةً وسنورا

سحاءة الكتاب مأخوذة من (سحيت الشيء وسحوته) إذا قشرته, ويقولون للواحدة: سحاءة وسحاية. والسنور: يقال: إنه ليس بعربي في الأصل, وزعم بعضهم أن السلاح كله يقال له: سنور, وقيل: بل هو الدروع, وقيل: بل جلود تعمل كهيئة الأدراع, وقد تكلموا به قديمًا وأدخلوا عليه الألف واللام, وإذا فعلوا ذلك فهو عندهم كالعربي, قال المسيب بن علس: [الرجز]

كأنهم إذ خرجوا من غضور

مستلئمين لابسي السنور

نشء سحابٍ صائبٍ كنهور

وقوله:

فدعاك حسدك الرئيس وأمسكوا ... ودعاك خالقك الرئيس الأكبرا

خلفت صفاتك في العيون كلامه ... كالخط يملأ مسمعي من أبصرا

أصل الدعاء: النداء, ثم اتسع في هذه الكلمة, فقالوا: دعاه إلى المرأة حسنها؛ أي: جذبه إليها, كأنه ناداه, قال الهذلي: [الطويل]

<<  <   >  >>