وأفلاطون وفرعون ومالا تدخل عليه الألف واللام. والذي يقرؤون الكتب القديمة يقولون: رسطاطاليس, وربما حذفوا الياء فقالوا: رسطاطالس, ومنهم من يدخل الهمزة في أوله فيقول: أرسطاطاليس, ومنهم من يجعل الألف واوًا وقد اختصره أبو الطيب وصار ما فعله كالأصل. وقوله: والأسكندرا. يقال: إن رسطاليس كان معلم الأسكندر, فيجوز أن يعني أن الممدوح مثل هذين الرجلين في الحكمة, وفي الملك, كما تقول للرجل إذا وضعته بعلم اللغة والفقه لقيت الأصمعي ومالكًا. وإن كان أبو الطيب لقي ابن العميد بعد انصرافه عن عضد الدولة فلا يمتنع أن يعنيه بالأسكندر؛ لأنه الملك, والأول أشبه.
وقوله:
وسمعت بطليموس دارس كتبه ... متملكًا مبتديًا متحضرا
مرةً ينشد بطليموس, بكسر اللام, وهي مقدمة على الياء وربما أنشدوا بطلميوس, بلام مفتوحةٍ بعدها الميم, وبعد الميم الياء, وذلك كله سهل؛ لأن الاسم الأعجمي لا تحفل العرب بتغييره. وادعى أبو الطيب للممدوح أنه مثل (٨٤/ب) أرسطاليس, وهو صاحب المنطق والمتكلم على السماء والعالم, وأنه مثل بطليموس الذي كان الغاية في علم الهيئة, إلا أن أصحاب النجوم يزعمون أنه كان يقول بالأحكام دالة عليه الكواكب. ويقال: إن أرسطاليس ليس كان يدفع ذلك, فزعم الشاعر أنه سمع بطلميوس في حال درسه كتبه متبديًا متحضرًا؛ لأنه جعل الممدوح في فصاحة البادية, وهومع ذلك من المقيمين في الحضر.
وقوله:
ولقيت كل الفاضلين كأنما ... رد الإله نفوسهم والأعصرا
نسقوا لنا نسق الحساب مقدمًا ... وأتى فذلك إذ أتيت مؤخرا
خلص أبو الطيب هذا المعنى من الشبه؛ لأنه قد جاء به هو وغيره في المدح, ولم يكملوا فيه اللفظ, كقوله: [الطويل]
ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق
لأن الخلائق الغالب عليها الذم. وإنما الخير فيها خصائص عند قومٍ أفرادٍ, وكذلك قوله:
هدية ما رأيت مهديها ... إلا رأيت العباد في رجل