ترد, بفتح الراء وضم التاء. والكنهور: السحاب المتكاثف, وإنما أخذ من الكهر, وهو غلظ الوجه. والقول يختلف في قول زيد الخيل: [الطويل]
ولست بذي كهرورةٍ غير أنني ... إذا طلعت أولى المغيرة أعبس
فأصح القولين أن يراد بالكهرورة عبوس الوجه وتجهمه. والقول الآخر أن الكهرورة الضحك. ولانون والواو في الكنهور زائدتان, يراد أنه أسود غليظ فكأنه يلقى الناظر بكهرٍ.
وفي مصحف ابن مسعود: {وأما السائل فلا تكهر}. أي لا تلقه بوجهٍ غير بسيطٍ.
وقوله:
زحل على أن الكواكب قومه ... لو كان منك لكان أكرم معشرا
زحل: اسم عربي إلا أن تردده في الشعر القديم غير كثيرٍ, وإنما كثر في أشعار المحدثين. وعندهم أنه معدول, فيجب ألا يصرف, وصرفه للضرورة.
ولما أخبر عن زحل كإخباره عن الإنس جعل الكواكب قومه, وإنما القوم كلمة تستعمل للآدميين, ويجب أن يكون جمع قائمٍ, كما يقال: راكب وركب, وصاحب وصحب. وأصل ذلك أن يستعمل في كبراء الناس, ثم كثرت اللفظة حتى استعملت في الخاصة, وفي العامة؛ لأنهم يقولون: قام فلان في أمر العشيرة إذا سعى فيما يصلح أمورهم؛ قال زهير: [الطويل]
إذا قام منهم قائم قال قاعد ... رشدت فلا غرم عليك ولا خبل
ويقولون: هؤلاء قامة الحي؛ أي: الذين يقومون في أمره, قال الراجز: [الرجز]
وقامتي ربيعة بن كعب ... حسبك ما عندهم وحسبي
قامة: جمع قائم, مثل: باعةٍ وبائعٍ.
* * *