يصف جوهر السيف وأنه لا يثبت للناظر على حالٍ واحدةٍ ك أنه يهزأ به, وإن كان خفف الهمزة ونظم الكلمة في البيت بعد التخفيف فقد صارت مثل قاضٍ, لا يجب أن تثبت فيها الياء عند الكتب وإن كان جاء باللفظة مهموزةً. فلما عجز الوزن عن احتمالها كذلك جعل الهمزة ياءً فيجب أن تثبت في الخط, وتخفيف مثل هذه كثير. قال عبد الرحمن بن حسان:[الوافر]
فكنت أذل من وتدٍ بقاعٍ ... يشجج رأسه بالفهر واجي
وقوله:
ودقيق قدى الهباء أنيق ... متوالٍ في مستوٍ هزهاز
يقال: قدى الشيء وقيده وقاده؛ أي: مقداره, والأنيق: الحسن, الذي يعجب من رآه, والهباء: أدق ما يكون من الغبار. وإذا أحكم صقال السيف, والنصل من نصال السهام وصف بأن عليه مثل الهباء, قال الشاعر:[الوافر]
دلفت له بأبيض مشرفي ... كأن على مواقعه غبارا
مواقعه: المواضع التي يقع عليها المسن, وقال ذو الرمة يصف نصال السهام:[الطويل]
وبيض رقاق قد علتهن هبوة ... أرق من الماء الزلال كليلها