فهذا الآخر من الضربين اللذين ذكرهما في المنسرح. وهو في الأصل أنقص من الأول بحرفٍ ساكنٍ, والأول ثاني المنسرح. والثاني منهما ثالثه. ويقال (٨٦/أ) إن الرجز سمي رجزًا لاضطراب أجزائه شبه بالرجز الذي يلحق الإبل, من قولهم: ناقة رجزاء إذا كانت تضطرب فخذاها عند القيام. قال أوس بن حجرٍ:[الطويل]
هممت بمعروفٍ فقصرت دونه ... كما ناءت الرجزاء شد عقالها
وكما قال أبو النجم في صفة امرأة:[الكامل]
تذر القيام كأنما هو نجدة ... حتى تقوم تكلف الرجزاء
وقوله:
ولم احملك معلمًا هكذا إلـ ... لا لضرب الرقاب والأجواز
طرح حركة الهمزة في أحملك على الميم من لم. وحذف الهمزة, وتلك لغة حجازية معروفة, وقد قرأ بها المدنيون, ومنه قول الشاعر:[الطويل]
فقالت من أي الناس أنت ومن تكن ... فإنك راعي ثلةٍ لا يزينها
والمعلم الذي يشهر نفسه في الحرب فيجعل لها علامةً تعرف بها, وذلك مما تفتخر به العرب, قال معاوية بن أوسٍ اليربوعي:[المتقارب]