وروي أن حمزة بن عبد المطلب كان في يوم أحدٍ معلمًا بريشة نعامةٍ.
والأجواز: جمع جوزٍ, وهو الوسط.
وقوله:
ولقطعي بك الحديد عليها ... فكلانا لجنسه اليوم غاز
يقول: أنا أضرب بك أيها السيف رؤوس الرجال وأوساطها؛ فأقطع بك الحديد الذي تتقي به السيوف, فأنا غازٍ لجنسي, وهم الإنس, وأنت غازٍ لجنسك, وهو الحديد, فكلانا صاحب غزوٍ, والغزو: أصله القصد. يقال: ما غزا فلان بقوله كذا, أي: ما قصد وما أراد, ثم قصروا ذلك على قصد العدو والمسافر إليه حتى يحارب بأرضه.
وجمع غازٍ غزى وغزاة, فهذا على القياس, وقالوا: غزي كما قالوا: عبد وعبيد, وذلك اسم للجميع لا يقاس عليه, وإذا غارت المياه قالوا: غزا الماء أوطانه إذا نزل حتى يصل إلى الماء الغمر الذي يقال: إن الأرض محمولة عليه. وقالوا في صفة الأتان الوحشية: هي مغزية العقاق إذا بعد عهدها بالحمل. والعقاق أن يعظم بطنها وهي حامل, يقال: أعقت فهي معق, وعقوق أيضًا بينة العقاق.
وقوله:
سله الركض بعد وهنٍ بنجدٍ ... فتصدى للغيث أهل الحجاز
يريد أن هذا السيف إذا كان مغمدًا فركض الفارس الذي هو متقلد له خرج بعضه من الغمد فرآه أهل الحجاز, وهو بنجدٍ فظنوا تلك السلة برقاً, وحسن ذكر الحجاز في هذا الموضع؛ لأن المطر يقل فيه, ولا يكون كأمطار الشام والعراق.
وقوله: تصدى يجب أن يكون أصله تصدد, فأبدل من الحرف الآخر ألفًا, وإنما أخذ ذلك من قولهم: هو بصدد كذا؛ أي: قريب منه, يراد أن الإنسان يتعرض للشيء ليصيبه. والحجاز سمي حجازًا؛ لأنه حجز بالحرار الخمس, وهي: حرة ليلى وحرة واقم وحرة