جارية شبت شبابًا علسجا ... في حجر من لم يك عنها ملفجا
وقوله:
أيها الواسع الفناء وما فيـ ... ـه مبيت لمالك المجتاز
في شعر أبي الطيب أشياء من هذا الجنس, فبعضها يلزم به الضرورة, وبعضها لو تركه لم يكن مضطرًا, ومنها هذا الموضع؛ لأن واجب الكلام أن يقول: لماله المجتاز. وهذا نحو من قول الآخر: [البسيط]
إنا إذا اجتمعت يومًا دراهمنا ... ظلت إلى سبل المعروف تستبق
لا يألف الدرهم الطازي صرتنا ... لكن يمر عليها وهو منطلق
وقوله:
بك أضحى شبا الأسنة عندي ... كشبا أسوق الجراد النوازي
الشبا: الحد. ويجب أن يكون من ذوات الواو, من قولهم للعقرب: شبوة معرفة, وللجارية الكثيرة الحركة: شبوة نكرة. ويقال: شبا الشيء وشباته. قال الفرزدق: [الطويل]
ولو غيرنا نبهت تلتمس القرى ... رماك بسهمٍ أو شباة سنان
والنوازي: جمع نازٍ ونازيةٍ, وهو الذي يثب. ويقال في جمع الساق: أسوق وسوق, وحكي سؤوق, وقد قرئ: {بالسؤوق والأعناق} بالهمز. وكذلك همز بعضهم: {وكشفت عن ساقيها} , وإذا همزت الساق حسن أن يقال في جمعها: سؤوق, كما يقال: رأس ورؤوس, وكأس وكؤوس؛ لأن هذا الجمع يكره في ذوات الواو (٨٧/أ) الكائنة على مثال: ساق, ألا تراهم لم يقولون: دؤور في جمع دارٍ, ولا سؤوح في جمع ساحةٍ.