للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والملاء: جمع ملاءةٍ, وهي كلمة عربية. يريد أن هؤلاء القوم فوق هذه الإبل قد صفهم السير فهم كالطراز على هذه الأرض المشبهة بالملاء, وهذا كالمدح للركبان والركائب؛ لأن الطراز يحسن الثوب.

وقوله:

وحكى في اللحوم فعلك في الوفـ ... ـر فأودى بالعنتريس الكناز

الوفر: المال. يقول: أفنى السير لحوم هذه الإبل كإفنائك المال بعطائك, فأودى يعني السير, والعنتريس: الناقة الصلبة العنيفة في السير, وقيل: هي مأخوذة من العترسة, وهي أخذ بعنفٍ وعجلةٍ, وقيل: إن الشيطان يقال له: العتريس. والكناز: المكتنزة اللحم, وهو الذي دخل بعضه في بعضٍ, ومنه قولهم: كنزت المال, وكنزت التمر إذا جمعت بعضه إلى بعضٍ, ثم عملت به عملًا يمنعه من الفرقة.

وقوله:

ملك منشد القريض لديه ... يضع الثوب في يدي بزاز

البز, الذي يراد به الثياب: عربي قديم, ومنه قولهم: بزه إذا أخذ ثيابه, قال الراجز: [الرجز]

وليلةٍ صريمها كالخز ... أدلجتها من أجل أم عز

وأم عز من عتيق البز

أي: إنها كريمة المنصب, ويحتمل أن يعني بها قدم البز كما قال أبو الأسود الذولي: [الطويل]

أبى القلب إلا أن عمروٍ وحبها ... عجوزًا ومن يحبب عجوزًا يفند

كثوب اليماني قد تقادم عهده ... ورقعته ما شئت في العين واليد

وكثر ذلك حتى سموا متاع الرجل وآلته بزًا, فدخل في ذلك الثوب والدرع والسيف, قال متمم: [الطويل]

ولا بكهامٍ بزه عن عدوه ... إذا هو لاقى حاسرًا أو مقنعا

<<  <   >  >>