للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذبتك عينك أم رأيت بواسطٍ ... غلس الظلام من الرباب خيالا

كأنه قال: أكذبتك عينك, وقوله: أفضى: يحتمل أن يكون اسمًا وفعلًا: وإذا كان اسمًا فهو على معنى التفضيل, كأنه قال: أصدري أشد سعةً أم البيداء؟ وإذا كان فعلًا فهو من أفضى إلى الشيء يفضي, كأنه قال: أصدري يفضي بهذه الناقة أي يصيرها في الفضاء أم البيداء؟

وقوله: [الكامل]

فتبيت تسئد مسئدًا في نيهّا ... إسآدها في المهمه الإنضاء

تسئد: أي: تسير في الليل, ونصب مسئدًا على الحال, والنيء: الشحم. وإسآدها منصوب على المصدر.

والمعنى مسئدًا في نيها إسآدًا يشابه إسآدها, والإنضاء فاعل مسئد, وهو من قولهم: أنضيت الناقة إذا هز لتها, فأزلت عنها اللحم. والمعنى: فتبيت تسئد مسئدًا في نيها الإنضاء مثل إسآدها في المهمه, يريد أنها تفني المهمه بإسآدها, والإنضاء يفني نيها بإسآده.

وقوله: [الكامل]

أنساعها ممغوطة وخفافها ... منكوحة وطريقها عذراء

الأنساع: جمع نسع, وهو سير مضفور, وممغوطة: أي: متغيرة بالسير. وجعل خفافها منكوحة؛ لأنها دامية, فكأنها العذراء التي قد نكحت. وجعل الطريق عذراء؛ لأنها لم تسلك قبله. وحسن المعنى أنه جعل الطريق عذراء, والعذراء هي التي جرت العادة بأن تنكح, وهي هاهنا ناكحة؛ لأنها التي أدمت الخفاف.

وقوله: [الكامل]

يتلون الخريت من خوف التوى ... فيها كما يتلون الحرباء

الخريت: الدليل, كأنه يدخل في خرت الإبرة من هدايته. والحرباء يوصف بالتلون. قال ذو الرمة يصف الحرباء: [الطويل]

<<  <   >  >>