للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون حذفهم للهمزة إذ كانت مستثقلة, كما قالوا: سواية يريدون: سوائية, حكى ذلك أبو زيد, ويجوز أن يكون خففوا الهمزة فجعلوها بين بين فقربت من الساكن فحذفت لذلك, أو يكون الذين قالوا: {وس حملوا الكلمة على مثل قولهم: لإرس ورد, وخيل ورد, فكأنهم جمعوا راسًا على روسٍ؛ فيكون حذفهم للزائد دون الأصلي؛ لأن الهمزة في رؤوس أصلية, والواو مزيدة, قال الشاعر: [المديد]

إنما هند كشمسٍ تجلت ... يوم عيدٍ فوق روس الجبال

ومما يجري مجرى قولهم: الروس قولهم: الليم في اللئيم. قال الشاعر: [الكامل]

وإذا حبوت الليم منك صنيعةً ... غلب الصنيعة لؤمه فلواكها

فإن كان المحذوف من الروس الهمزة؛ فوزن ما بقي منه (فول) لأن الهمزة كانت موضع العين, وإن كان المحذوف الواو فالباقي (فعل) , وكذلك اللئيم إن اعتقد أن المحذوف الهمزة فوزن ليمٍ (فيل) وإن اعتقد أنه الياء فوزن الباقي (فعل).

وقوله:

ملك إذا عاديت نفسك عاده ... ورضيت أوحش ما كرهت أنيسا

هذا الكلام إذا حمل على ما هو مرتب عليه فهو على إرادة (فاءٍ) , كأنه قال: إذا عاديت نفسك فعاده, وحذف الفاء ربما استعملوه في الجزاء وجواب أما, وهو من الضرورات, ومن ذلك قول عبد الرحمن بن حسان: [البسيط]

من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشر بالشر عند الله مثلان

<<  <   >  >>