للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنه أراد: فالله يشكرها. وقال آخر في حذف الفاء من جواب أما: [الطويل]

وأما إذا ما روح الجدب سرحهم ... ولاح لهم من العشيات سملق

نفى الذم عن آل المحلق جفنة ... كجابية الشيخ العراقي تفهق

وإذا مشبهة بحروف الجزاء, وربما جزموا بها في الشعر, أراد: فنفى الذم. وأحسن من هذا الوجه أن يحمل بيت أبي الطيب على التقديم والتأخير, كأنه قال: عاد نفسك إذا عاديته. ويدلك على أنه أراد هذا الوجه قوله:

ورضيت أوحش ما كرهت أنيسا

لأنه إذا حمل على الوجه الأول بعد حمله على قولك: عاده, وذلك في الوجه الثاني واضح جيد, كأنه قال: عاد نفسك إذا عاديته, وإذا رضيت أوحش ما كرهت أنيسً, فيعطف ر (رضيت) على (عاديت) , ولم يرد إلا ذلك.

وقوله:

الخائض الغمرات غير مدافعٍ ... والشمري المطعن الدعيسا

الدعيس: فعيل من (دعس) إذا طعن, ويقال للرمح: المدعس؛ لأنه يدعس به؛ أي: يطعن, قال الشاعر: [الطويل]

ونحن صبحنا أهل نجران غارة ... صدور المذاكي والرماح المداعسا

<<  <   >  >>