لأنهم يرون زيادة الهاء, فيقولون: شمس وشميسة, وقدم وقديمة, واحتجوا في أنهم قالوا في تصغير ضحى ضحي, فلم يزيدوا الهاء بأنهم فعلوا ذلك ليفرقوا بين تصغيرها وبين تصغير ضحوة, وقالوا: فعل كذا ضحوًا في معنى ضحى, فيجوز أن يكون قولهم: ضحي تصغير ضحو. قال الشاعر: [الطويل]
طربت وهاجتك الحمام السواجع ... تميل بها ضحوًا غصون نوايع
والنسيم: أول الريح, ولا يكون إلا ضعيفًا.
وقوله:
فيا شوق ما أبقى ويا لي من النوى ... ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبا
حذف الياءات التي للإضافة وهي اللغة الجيدة, ويجوز في غير هذا الموضع: فيا شوقي بياء ساكنة ويا شوقي بياء مفتوحة, ويا شوقًا بياء منقلبة إلى الألف, وقوله: يا لي: يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون أراد اللام المفتوحة التي للاستغاثة, كما يقال: يال فلان, ويال بكرٍ. والآخر أن يكون أراد اللام المكسورة التي تكون في المستغاث من أجله كأنه قال: يا قوم اعجبوا لي من النوى.
وقوله: ما أجرى, وما أصبى, وما أبقى: كله على إرادة الكاف, كأنه أراد ما أبقاك, وما أجراك, وما أصباك, وحذف لعلم السامع.
وقوله:
لقد لعب البين المشت بها وبي ... وزودني في السير ما زود الضبا
أشبه ما يقال في هذا البيت أنهم يزعمون أن الضب إذا خرج من بيته فبعد لم يهتد للرجوع فيقال: «هو أحير من ضب» , «وأبله من ضب». ويجوز أنه يعني أنه لم يزود شيئًا كما أن الضب لا يزود, وخص الضب؛ لأنه لا يحتاج إلى الماء, وكأنه يزود ماءً ولا غيره.