يقول الذي أمسى بحرزٍ عياله ... بأي حشًا أمسى الخليط المباين
وأحشاء الإنسان: نواحي بطنه, ويجوز أن يعنى بها ما فيه جوفه, مأخوذةً من حشو الفراش, ويقال في التثنية: حشيان وحشوان.
وقوله:
لقى ليلٍ كعين الظبي لونًا ... وهم كالحميا في المشاش
اللقى: الشيء الملقى, وجمعه ألقاء, قال اليشكري: [الخفيف]
فتأوت لهم قراضبة من ... كل حي كأنهم ألقاء
وموضع لقى نصب على الحال, والاسم الذي الحال منه إحدى الياءات في: مبيتي أو لي, أو حشاي. والعامل في الحال يجوز أن يكون قوله: حاشٍ كأنه قال: يحشوني بحر حشاي ملقًى, ويحتمل أن يكون العامل معنى الاستقرار, الذي تدل عليه على, كأنه قال: مبيتي مستقر على فراشٍ لقًى. ولو قيل: إن نصب لقًى على أنه خبر لفعلٍ من المبيت كأنه قال: أبيت لقى أو بت لقًى لكان ذلك وجهًا.
وهذه القصيدة مدح بها أبو الطيب أبا العشائر, وهو والي أنطاكية, ويمكن أن يكون قال أولها بدمشق؛ لأن الشاعر ربما قال البيت أو الأبيات, وتأخر إظهاره لها حتى يذهب زمن طويل. وجعل سواد الليل كسواد عين الظبي.
والحميا سورة الخمر؛ أي: حدتها ونزوانها عند المزج, وهذه اللفظة من الأسماء التي استعملت مصغرة, ولم ينطق منها بالمكبر, ولو استعمل لوجب أن يقال: الحموى على مثال: فعلى, وقد حكي: حمي الشمس وحموها, بالياء والواو. فإن كانت الحميا من الحمو