للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكبيرها حموى على الأصل, وليس فيه قلب, وإن كانت من الحمي, كما قال امرؤ القيس: [الطويل]

إذا جاش فيه حميه غلي مرجل

فإنهم إذا بنوا فعلى اسمًا من ذوات الياء قلبوا ياءه إلى الواو, ومن ذلك قولهم: شروى الشيء؛ أي: مثله, وإنما اشتقاقه من شريت. فإن كانت الحميا مصغرة حميا؛ فالادغام وقع في الياءين لما اجتمعتا. وإن كان أصلها حموى فكأنهم قالوا: حميوى في التصغير؛ فلما جاءت الياء الساكنة, وبعدها واو قلبت الواو إلى الياء كما فعلوا ذلك في سيدٍ وميتٍ وهو فيعل من ساد يسود, ومات يموت, وأصله: سيود وميوت.

وإذا وقعت الواو موقع اللام, وقبلها ياء في التصغير قلبت الواو إلى الياء في مذهب البصريين ولا يجيزون غير ذلك.

وأهل الكوفة يجيزون إظهار الواو إذا كانت لامًا, كما يجيزون إظهارها إذا كانت عينًا, وكانت متحركةً, فيقولون في تصغير مروان وعدوان: مريوان وعديوان ولا اختلاف في أن القلب جائز, قال زهير: [الوافر]

يجرون البرود وقد تمشت ... حميا الكأس فيهم والغناء

والمشاش: ما رق من العظام.

وقوله:

وشوقٍ كالتوقد في فؤادٍ ... كجمرٍ في جوانح كالمحاش

الجوانح: الأضلاع, واحدتها جانحة, سميت بذلك؛ لأن فيها اعوجاجًا. يقال: جنح إذا مال, ومنه الجناح في المأثم؛ أي: الميل فيه, ومنه جناح الطائر أيضًا؛ لأنه يميله حيث شاء. والمحاش والمحاش: ما شوي على النار فأصابه احتراق, يقال: أمحشته النار ومحشته, فأما قول النابغة: [الكامل]

<<  <   >  >>