للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٩٥/أ) وهي معظم الرأس ومجتمعه. وجمع رؤبة جمجمةً على جمجمٍ فقال: [الرجز]

وهو إذا الضرب تفرى جمجمه

أي: الجمجم الذي يقع فيه, وهذا الجمع قليل إلا أنه قياس, كما قالوا: هامة وهام, وقصرة وقصر لأصل العنق.

وقوله:

كأن جواري المهجات ماء ... يعاودها المهند من عطاش

المهجات: واحدتها مهجة, وهي خالص النفس. وقال قوم: المهجة: دم القلب, وإذا جعل المهجات جمع مهجةٍ فقياسه أن يقال: مهجات بضم الهاء كما قالوا: ظلمة وظلمات. فهذا الوجه الجيد. ومنهم من يفتح الحرف الثاني, فيقول: الظلمات والحجرات. وقرأ ابن القعقاع المدني: {من وراء الحجرات} , بفتح الجيم, ومنهم من يسكن. وذهب قوم إلى أنهم إذا قالوا: مهجات, ففتحوا الهاء, فإنما يريدون جمع مهجٍ لا جمع مهجةٍ. وهذا قول لا يبعد, وأنشدوا بيتًا على وجهين: [الطويل]

ولما رأونا باديًا ركباتنا ... لدى موطنٍ لا نخلط الجد بالهزل

تضم الكاف في الركبات وتفتح, ولولا أن الوزن يتغير لجاز الإسكان.

والعطاش أن يأخذ الإنسان عطش فيعاود شربه للماء, والعطاش داء؛ فلذلك ضموا أوله, كما قالوا: الصداع والزكام. والمعنى أن هذا الممدوح يضرب بالمهند فيرويه من الدم, ثم كأنه يعطش فيعاود الورد؛ لأن الفارس يعاود الضرب به.

وقوله:

فولوا بين ذي روحٍ مفاتٍ ... وذي رمقٍ وذي عقلٍ مطاش

<<  <   >  >>