للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا للذي يرتب الصفوف في الحرب, ويمنع الناس من الاختلاف: وازع. والمعنى أن الإنسان لا ينبغي أن يركن إلى كلام الناس؛ لأنه قد عرف كذبهم, وأنهم يقولون ما لا يفعلون.

وقوله:

وما الحياة ونفسي بعدما علمت ... أن الحياة كما لا تشتهي طبع

الطبع: كثرة الدنس يستعمل ذلك في السيوف وغيرها, ويقال: طبع الرجل إذا فعل أفعالًا ذميمةً, كأنها تستر فضله كما يستر طبع السيف رونقه, قال لبيد: (٩٩/ب) [الكامل]

لا يطبعون ولا يبور فعالهم ... بل لا تميل مع الهوى أحلامها

وموضع نفسي: رفع في أجود الوجهين, ويجوز النصب على مذهب من أضمر فعلًا؛ كأنه قال: وما تصنع الحياة ونفسي, وقد أنشدوا قول الهذلي نصبًا: [المتقارب]

وما أنا والسير في متلفٍ ... يبرح بالذكر الضابط

والمتقدمون يمثلون الإضمار ها هنا بكنت وأكون, ولا يمتنع إضمار كل فعلٍ يحسن إضماره في ذلك الموضع فيتأول على أن المعنى: ما أصنع والسير, أو ما أفعل, ونحو ذلك.

وقوله:

ليس الجمال لوجهٍ صح مارنه ... أنف العزيز بقطع العز يجتدع

المارن: ما لا من طرف الأنف, وهو مأخوذ من المرونة, وهي اللين والملاسة, ومنه اشتقاق المران, وهو أصول القنا, قال الشاعر: [الطويل]

وألجمه فأس اللجام فعضه ... وأغضى على غضاض أنفٍ ومارن

الغضاض: ما حول الأنف. ويجتدع؛ أي: يقتطع, وأصل الجدع القطع, وأكثر ما استعملوا ذلك في الأنف والأذنين, وقد قالوا: منجدع الغلان: يريدون ما قطع من الشجر, قال الشاعر: [الكامل]

حتى إذا خفت الصياح وصرعت ... قتلى كمنجدعٍ من الغلان

<<  <   >  >>