للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يبعد الله جيرانًا لنا ظعنوا ... لم أدر بعد غداة البين ما صنعوا

فزعم أن بعضهم يقف بغير واوٍ.

وقوله:

أهل الحفيظة إلا أن تجربهم ... وفي التجارب بعد الغي ما يزع

أهل الحفيظة: خبر مبتدأٍ محذوفٍ كأنه قال: هم أهل الحفيظة, والحفيظة: الغضب, وكأن أصلها من حفظ الشيء, فكأنهم يريدون أن الغضبان يحفظ الحقد في صدره أو يفتقر إلى أن يحفظ نفسه ممن أغضبه.

والتجربة: تحتمل أن يكون أصلها مأخوذًا من جرب الإبل؛ لأن صاحبها إذا جربت لزمه أن يعرف أدواءها؛ فكأنهم قالوا: جربها إذا قام عليها في الجرب, كما قالوا: مرض العليل إذا ولي أمره في المرض وخدمه, ثم كثر ذلك حتى قالوا: جرب الأمور؛ أي: عرف ما يحتاج إليه من الممارسة والمدارة, وقالوا في المثل إذا وصفوا الرجل بالحكمة ومعرفة الأشياء: «عنيته تشفي من الجرب». والعنية: أشياء تخلط وتجعل فيها أبوال الإبل ويداوى بها الجربى.

ويزع: أي: يكف. ومن الكلام القديم: لابد للسلطان من وزعةٍ, وربما قالوا للحكم في مكان السلطان. والوزعة: جمع وازعٍ, وهو الذي يكف الناس, وفي حديث المغيرة بن شعبة مع أبي بكر: «إنما المغيرة وازع»؛ أي: يزع من يراه قد خالف.

<<  <   >  >>