للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض أهل العلم أنهم وصفوها بذلك؛ لأنها إذا فتحت عنها الصدقة وجد معها ماء قيل, يذهب إلى أن ذلك الماء مثل الدم الذي يسيل من المقتضة, ويجوز أن يكون قولهم عذراء؛ لأن الذي ظفر بها لم يظفر بها أحد قبله. ويقال في الجمع: عذارٍ مثل صحارٍ, إلا أن عذارى أكثر. والبطاريق: جمع بطريق, وهو صاحب هذه الرتبة من الروم, وكانت العرب تسمع أن البطاريق من أجلاء الروم, فإذا وصفوا الرجل منهم بالفضل قالوا: بطريق؛ أي: هو جليل مثل بطريق (١٠/أ) الروم, قال أبو ذؤيب: [الطويل]

هم رجعوا بالحزم حزم نبايع ... هوازن يحدوها كماة بطارق

والقرى: جمع قرية, وهو جمع شاذ؛ لأن فعلة لا تجمع على فعلٍ إلا في شذوذ. قالوا: لأمة للدرع والجمع لؤم, ودولة والجمع دول في حروف قليلة, وإنما سميت القرية قرية؛ لأنها موضع يجتمع فيه أهله كأنها مأخوذة من قريت الماء في الحوض إذا جمعته. والنصارى: جمع نصران, كما قالوا: سكران وسكارى, وقالوا للأنثى: نصرانة, قال الشاعر: [الطويل]

فكلتاهما خرت قليلًا وأسجدت ... كما سجدت نصرانة لم تحنف

والقرابين: جمع قربان, والأشبه أن يكون من قرابين الملك؛ أي: جلسائه, وواحدهم قربان, قال الشاعر: [الوافر]

وما لي لا أحبهم ومنهم ... قرابين النبي بنو قصي

ويجوز أن يكون أرد بالقرابين جمع قربانٍ, وهو ما يتقرب به النّصارى في دينهم.

<<  <   >  >>