وقوله:
أرى كلنا يبغي الحياة لسعيه ... حريصًا عليها مستهامًا بها صبا
المستهام: الذي يغلب عليه الحب, فيذهب على وجهه في الأرض, يقال: هام يهيم واستهامه الحب.
والصب: أخو الصبابة, وهي رقة الهوى, وقيل: رقة الشوق, والمعنى متقارب. يقال: صب الرجل يصب فهو صب, ويجوز أن يكون صب على فعلٍ, وأصله: صبب, فادغم. قال الهلالي: [البسيط]
بانوا فلست, على أني أصب بهم ... أدري إلى أي صرفي نيةٍ عتكوا
وقوله:
فأضحت كأن السور, من فوق بدؤه ... إلى الأرض, قد شق الكواكب والتربا
فوق هاهنا: غاية, والمعنى أنه وصف بناء هذا الموضع بالعلو, وأنه قد تناهى بانيه, فكان أعلاه في السماء, وأسفله قد شق الأرض.
وقوله:
تصد الرياح الهوج عنها مخافةً ... وتفزع فيها الطير أن تلقط الحبا
يقال: ريح هوجاء, فقيل: هي الدائمة الهبوب, وقيل: هي التي تجريء من كل ناحيةٍ, والأشبه أن تكون ذات الهبوب الدائم؛ لأنها شبهت بالناقة الهوجاء, وهي التي تركب رأسها في السير. قال ابن أحمر في صفة الريح: [الكامل]