للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن الإنسان قد ينفذ بصره في الشيء الضيق, وفي (يسع) ضمير, كأنه أراد ما يسعها فحذف المضمر, والمعنى دال عليه, وهو يشبه ما قال الآخر في صفة ضربةٍ وأنها قسمت جسم الرجل قسمين: [السريع]

فصار ما بينهما نفنف ... يسلكه الفارس والراجل

وقوله:

تهدي نواظرها والحرب مظلمة ... من الأسنة نار والقنا شمع

تحريك الميم في الشمع أجود اللغتين, وقد حسن المعنى جزالة لفظه, وكونه في وزن تام لأن المعنى إذا حصل في الوزن القصير كان أقل لحسنه, وقد سبق إلى هذا المعنى, وروي لعبدالله بن المعتز: [مجزوء الرجز]

وشمعةٍ جاء بها الـ ... ـفراش والليل غهب

كأنها وما عليـ ... ـها من شعاعٍ ولهب

رمح بكف فارس ... فيه سنان من ذهب

ولم يقصر (١٠٢/أ) صاحب هذه الأبيات القصار, وهي على ضيق الوزن ليست بالمزدراة.

وقوله:

دون السهام ودون الفر طافحة ... على نفوسهم المقورة المزع

طافحة: من قولهم: طفح المكان بالماء إذا امتلأ حتى يفيض, وطفحت القدر إذا جاشت بالزبد. والمقورة: من الاقورار, وهو مذكور في الأضداد, يجعله بعضهم الضمر, وبعضهم السمن, قال الأفوه: [الرمل]

كل قوداء كمرداة الفلا ... وطمر سابحٍ فيه اقورار

<<  <   >  >>