لقن الشيء إذا فهمه, وآلس: موافق لفظ فاعلٍ من ألس إذا خان وغش. وحكي عن علي ابن عيسى الربعي, وكان يذكر أنه قرأ ديوان أبي الطيب عليه في شيراز, وأن عضد الدولة أمره بذلك, أنه كان يروي آلس, بضم اللام, فأما رواية الشاميين فبالكسر. ومعنى البيت أنه يصف الخيل بالسرعة فقد وردت الماء بآلس, وسارت حتى جاءت اللقان فأذرى الغبار في مناخرها ومعها بقية من ورد آلس, وهو في حناجرها, وهذه مبالغة عظيمة في الصفة, لا يجوز أن يكون مثلها, ونحو منها قول الأول: [الطويل]
خلطن بباقي ماء نخلة غدوةً ... وقد رحن عنه ماء بطن الأميلح
وإن القطا الكدري يطلح دونه ... وإن كن قد وافينه غير طلح
ولكن أصحاب النظام يرونها من المحاسن. والحنجرة هذه: الناتئة في الحلق. يقولون في جمعها: حناجر, وحنجر, قال الشاعر: [الكامل]
منعت حنفية بالأسنة منكم ... تمر العراق وما يلذ الحنجر
ويجوز أن تكون النون في حنجرةٍ زائدةً, واشتقاقها من الحجر؛ لأن فيها صلابةً ليست فيها حولها.
وقوله:
كأنها تتلقاهم لتسلكهم ... فالطعن يفتح في الأجواف ما يسع
هذه من المبالغة التي تستحسن في الشعر, وهي موفية على ما قال قيس بن الخطيم: [الطويل]
.................. ... يرى قائم من خلفها ماء وراءها