للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كل كوماء السنام فاطم

تشحى لمستن الذنوب الراذم

شدقين في رأسٍ لها صلادم

ويقال: فطمت الرجل من كذا إذا كان قد تعود أمرًا فمنعته منه, وكان بعض من رد على أبي الطيب قد ادعى أنه قال:

فيه الكماة الذي مفطومها رجل ... على الجياد الذي ...

فاستعمل الذي في موضعين؛ وذلك مكذوب لا محالة, ولو صحت الرواية لكان له وجه, وهو أن يجعل الذي مبتدأً ويضمر بعده هو؛ فيكون التقدير: فيها الكماة الذي هو مفطومها رجل, ومثل هذا ما حكاه الخليل عن العرب من قولهم: ما أنا بالذي قائل لك شيئًا؛ أي: بالذي هو قائل لك. وقالوا للذي تذهب عليه سنة من وقت النتاج: حولي ومحول, وقال امرؤ القيس: [الطويل]

من الناعمات البيض لو دب محول ... من الذر فوق الإتب منها لأثرا

ويروى: من القاصرات الطرف. وقال حسان: [الخفيف]

لو يدب الحولي من ولد الذر ... ر عليها لأندبتها الكلوم

وكثر استعمال ذلك حتى قالوا: حولي الحصى يعنون صغاره, كذلك زعم بعض الناس, ويجوز أن يكون الذين قالوا: أقلب حولي الحصى إنما أرادوا نسبة الحصى إلى ما حول الإنسان لا إلى حول السنة.

وقوله:

يذري اللقان غبارًا في مناخرها ... وفي حناجرها من آلسٍ جرع

اللقان وآلس موضعان في بلاد الروم, واللقان: موافق من العربية لفظ فعالٍ من

<<  <   >  >>