سلي عني إذا اختلف العوالي ... وجردت الصوارم للمصاع
وبلوتك: أي: اختبرتك.
وقوله:
إن السلاح جميع الناس تحمله ... وليس كل ذوات المخلب السبع
الناس ينشدون هذا البيت برفع كل, ولو نصب لكان ذلك وجهًا قويًا يجعل السبع اسم ليس, وكل ما بعدها في موضع الخبر, وإذا رفعت كل فهو مثل البيت المنسوب إلى هشام أخي ذي الرمة, وهو:[البسيط]
هي الشفاء لدائي لو ظفرت بها ... وليس منها شفاء الداء مبذول
وقد ذكر سيبويه هذا البيت في موضعين, كلاهما يبين فيه أنه يختار إضمار شيءٍ في ليس, كأنه يريد ليس الأمر ونحو ذلك, إلا أنه ذكر في الموضع الثاني كلامًا معناه: أن بعض العرب يجري (ليس) مجرى (ما) في هذا البيت, وضعف ذلك, واختار الوجه الأول. ومن تأمل مذاهب العرب علم أن من يقول الشعر بالغريزة لا يتصور الإضمار في ليس؛ لأن ذلك تكلف شديد, والذي يوجبه القياس أنهم أجروا (ليس) مجرى (ما) في بعض المواضع, كما أجروا (ما) مجرى (ليس) في اللغة الحجازية. وحكى عن العرب:«ليس الطيب إلا المسك» فهذا على معنى: ما الطيب إلا المسك.
وذكر عن سعيد بن مسعدة أنه كان يضمر في (ليس) , ويجعل الكلام محمولًا