الأسود بن يعفر: [الكامل]
إن المنية والحتوف كلاهما ... موفي المخارم يرقبان سوادي
جعل الحتوف بمنزلة العدو, والوجه الأول عندي أحسن؛ لأنه لا يفتقر إلى مثل هذا التأويل.
وقوله:
أشاروا بتسليمٍ فجدنا بأنفسٍ ... تسيل من الآماق والسم أدمع
الآماق: جمع موقٍ, وفيه لغات: مؤق, ومأق, ومؤقٍ, وحكى الفراء مأقي في وزن مفعلٍ مثل مأوي الإبل, وهما نادران في هذا الباب, ولم يأت على مفعلٍ غيرهما, وقد حكي في واحد الآماق: أمق وأمق, فإذا قيل مؤق بالهمز فالجمع آماق, مثل سؤرٍ وأسآرٍ؛ أي: بقية. قال الشاعر: [مجزوء الكامل]
فارقت هندًا ضلةً ... فأسيت عند فراقها
فالعين تسفح عبرةً ... للوجد من أمآقها
ومن قال: آسار في جمع سؤر, فقدم الهمزة, فجعلها تلي همزة أفعالٍ, ثم جعلها ألفًا فإنه يقول: آماق, والذين يقولون: موق, فيجعلون الهمزة واواً, لو قالوا: أمواق كما قالوا: عود وأعواد لم يبعد ذلك, إلا أن تركه (١٠٤/ب) على الهمز في الجمع أحسن, كما أن الذين قالوا: ذيب فجعلوا الهمزة ياءً لا يقولون: أذياب, كما يقولون: عيد وأعياد, والذين قالوا: مأقٍ على مثال مفعلٍ يقولون في الجمع: مآقٍ, قال الراجز: [الرجز]
جارية بيضاء في رتاق ... تدير طرفًا أكحل المآقي
وقال ذو الرمة في تثنية مأقٍ: [الوافر]