للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على وجناء يذرف مأقياها ... من العيدي قد ضمرت كلالا

ومن قال: ماقٍ فخفف رده إلى الهمز في الجمع, كما أن الذي يقول: مأكل ثم يخفف الهمزة يقول في الجمع: مآكل, ولا يجريه مجرى خاتمٍ وخواتم, فيقول: مواكل ومن قال: أمق وأمق قال في الجمع: آماق في وزن آمالٍ, وهو على هذا القول أفعال؛ لأن الهمزة الأصلية هي التي صارت ألفًا, ومن قال: مؤق ثم قال: آماق فوزنها على قوله: عفال؛ لأن الهمزة المتوسطة صارت واليةً همزة أفعالٍ, ومن قال: مؤقٍ فجمعه مثل جمع مأقٍ.

والمراد بالمؤق مؤخر العين الذي يلي الأنف, ومن قال: ماق فخفف الهمزة لم يبعد أن يقول في الجمع أمواق.

والسم فيه لغات, وقد مضى ذكرها, وهذا المعنى يتردد في الشعر كثيرًا. وتدعي الشعراء أن الدمع هو نفس الإنسان, وقد استعمل ذلك أبو الطيب في قوله: [الكامل]

أرواحنا انهملت وعشنا بعدها ... من بعد ما قطرت على الأقدام

وقوله:

حشاي على جمرٍ ذكي من الهوى ... وعيناي في روضٍ من الحسن ترتع

لو كان الكلام منثورًا لكان الواجب أن يقول: ترتعان, ولكنه جعل الاثنين جمعًا, وذلك مثل قول الفرزدق: [الوافر]

فلو بخلت يداي بها وضنت ... لكان علي للقدر الخيار

ومما يجانس هذا قوله تعالى: {قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعضٍ} , وأصل الرتوع: ذهاب الماشية في الرعي ومجيئها فيه, ثم كثر ذلك حتى استعمل للآدميين, وفي كتاب الله سبحانه: {أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب} , وقالوا: وحش رتاع ورتوع,

<<  <   >  >>