للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: كأنه صبي حسن أن يقول: نظمت مواهبه عليه. والتمائم: جمع تميمةٍ فيجوز أن يكون هذا الاسم مؤديًا معنى تامةٍ؛ أي: إنها تامة المنفعة, كما قالوا: تميم؛ أي: تام, ويحتمل أنهم أرادوا تمامها في الطول؛ لأنها تكون أطول من غيرها من العوذ, فهم يذكرون التمائم لعلتين: إحداهما أنهم كانوا يدفعون بها الجن, ويخشون على الأطفال, أشد من خشيتهم على الرجال والبالغين.

والأخرى أنهم يدفعون بها العين, قال الشاعر: [الطويل]

بلاد بها نيطت علي تمائمي ... وأول أرضٍ مس جلدي ترابها

وقالوا: تميم في الجمع, قال عبد الله بن قيس الرقيات: [الخفيف]

يتقي أهلها النفوس عليها ... فعليها قلائد وتميم

وقوله:

ترك الصنائع كالقواطع بارقا ... ت والمعالي كالعوالي شرعا

الصنائع: جمع صنيعةٍ, وهو ما يسديه الإنسان إلى غيره من الجميل. والمعنى: أنه ظهرت صنائعه كما تظهر السيوف إذا ضرب بها, فهي بارقات ينظر إليها كل ناظرٍ. وجعل المعالي شرعًا كالعوالي: جمع عالية الرمح, كأنها كانت قبله غير مستعملةٍ, فأشرعها هو أي: جعلها شارعةً. وقولهم: رماح شوارع يريدون أنها كالواردة دماء من يطعنون؛ فكأنها شارعة فيها, كما تشرع الواردة في الماء.

وقوله:

متبسمًا لعفاته عن واضحٍ ... تعشي لوامعه البروق اللمعا

استعار العشى للبرق, وإنما أصله في العين الناظرة إذا ضعف بصرها, وقالوةا: عشي عشًى

<<  <   >  >>