وقوله:
زجل يريك الجو نارًا والملا ... كالبحر والتلعات روضًا ممرعا
الزجل: شدة الصوت, فيجوز أن يعني به صوت الرعد, والأحسن أن يعني به صوت المطر نفسه؛ لأنه يصفه بالكثرة فيسمع له حفيف. وإذا لم يكن في الغيث رواعد, فهو أهنأ له؛ لأن الراعدة تذعر الماشية, وتوقظ النائم, وربما كانت معها الصاعقة. وقوله: «يريك الجو نارًا» يدل على أنه أراد بالزجل: ذا الرواعد, والدليل على ذلك مبالغته في صفة البرق وكثرته. والملا: الأرض الواسعة, قال الشاعر: [الطويل]
ألا غنياني وارفعا الصوت بالملا ... فإن الملا عندي يزيد المدى بعدا
يقول: ملأ هذا العارض الأرض الواسعة ماء, فصارت كالبحر.
وقوله:
ألف المروءة مذ نشا فكأنه ... سقي اللبان بها صبيًا مرضعا
أصل نشأ: الهمز, وتخفيفه جائز في القياس, وقد جاء في السماع, وهذا البيت يروى لسحيم عبد بني الحسحاس: [الطويل]
أخوهم ومولاهم وصاحب سرهم ... ومن قد نشا فيهم وعاشرهم دهرا
ويقال: هو أخوه بلبان أمه إذا كانا (١٠٩/ب) قد رضعا من ثديٍ واحدٍ, ويجب أن يكون مصدر: لابنه يلابنه لبانًا, قال الأعشى: [الطويل]
رضيعي لبانٍ ثدي أم تحالفا ... بأسحم داجٍ عوض لا نتفرق
وقوله:
نظمت مواهبه عليه تمائمًا ... فاعتدها فإذا سقطن تفزعا
هذا البيت متعلق بالبيت الأول؛ لأن التشبيه متقدم, ولولا ذلك لم يصح المعنى؛ لأنه إذا