مصرعةً, فربما كان البيت الآخر موازنًا لما قبله, أو ناقصًا عنه بشيء يسير, أو زائدًا زيادةً ليست بالمخلة. والمصراع الأخير من الأبيات المتقدمة يزيد على ما قبله بساكنٍ. ومن السمط قولهم: ثوب أسماط, قيل: هو الذي لا بطانة له, وقيل: هو الذي قد تقطع, فكأن كل قطعةٍ منه سمط, قال الراجز: [الرجز]
تليح من حادٍ لها شرواط ... محتجرًا بخلقٍ شمطاط
على سراويل له أسماط
وقوله:
كشفت ثلاث ذوائب من شعرها ... في ليلةٍ فأرت ليالي أربعا
يقال: شعر وشعر, وتحريك العين أفصح, والجمع القليل: أشعار, والكثير: شعور, وقالوا للزعفران: شعر.
وجعل كل ذؤابةٍ من شعرها ليلةً, يصفها بالسواد, وهذا مذهب يستحسنه الشعراء, وإنما يريدون السواد لا غير؛ إلا أنهم قد يسرفون في ذلك فيدعون ما يحيل المعنى.
وقوله:
واستقبلت قمر السماء بوجهها ... فأرتني القمرين في وقتٍ معا
القمران هاهنا: يجوز أن يعني بهما قمرين متساويين؛ لأن الوجه المستحسن يشبه بالقمر, ولم تجر عادة الليل أن يكون فيه إلا قمر واحد, ويجوز أن يعني بالقمر الذي أرته: الشمس؛ لأن الشمس والقمر لا يجتمعان, وإنما جعلوا الشمس قمرًا إذا جعلوا معها القمر الطالع بالليل, فغلبوا المذكر على المؤنث.