للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنهم كانوا إذا أرادوا الكلام أخذوا شيئًا في أيديهم, كأنهم يستمرون به المنطق. والأريحي: الذي يرتاح للمعروف, ولا ريب أن اشتقاقه من الريح, وهي من ذوات الواو, ولكنهم لما قالوا: ريح, وفي الجمع رياح, أنسوا بالياء, فقالوا: أريحي, وكرهوا أن يعيدوه إلى أصله؛ لأنهم كرهوا أن يقولون: أروحي, فيشتبه بالنسب إلى الأروح الرجلين, كما كرهوا أن يقولون في جمع العيد: أعواد, فيشبه جمع عودٍ.

وقوله (١١٠/أ):

الكاتب اللبق الخطيب الواهب النـ ... ـدس اللبيب الهبزري المصقعا

كانت الكتابة في الجاهلية قليلةً, فكان الرجل إذا كتب صار ذلك فضيلةً له, ثم كثرت الكتابة في الإسلام حتى لم يوصف بها إلا من هو متميز من غيره, يحسن الخط أو البلاغة, أو يكون في خدمة رئيس يكتب بين يديه, فيحسن أن يوصف بذلك. واللبق: الذي يلبق به ما يصنعه يقال: لبق ولبيق, وبيت الحارثي ينشد على وجهين: [الطويل]

وإني إذا ما الخيل شمصها القنا ... لبيق بتصريف القناة بنانيا

ويروى: رفيق. والهبرزي: صفة محمودة؛ فبعضهم يقول: هو الجميل الوجه. وقال قوم: الهبرزي: الإسوار من أساورة الفرس, وهو عندهم معرب, ولما كان يقال للإسوار من الفرس: هبرزي؛ وصفوا به من هو عندهم ذا غناءٍ وفضلٍ, كما قالوا للرئيس من العرب: بطريق, وإنما هو للروم في الأصل. وقال قوم: الهبرزي: الجيد من كل شيءٍ, حتى قالوا: خف هبرزي, أي: جيد, وقالوا للدينار: هبرزي إذا كان خالص الذهب, قال الشاعر: [الطويل]

فما هبرزي من دنانير أيلةٍ ... بأيدي الوشاة مشرقًا يتأكل

<<  <   >  >>