وقوله:
يهتز للجدى اهتزاز مهندٍ ... يوم الرجاء هززته يوم الوعى
يصفون الرجل بالهزة إذا سئل, وهو مثل قولهم: أريحي. قال الشاعر: [الطويل]
وتأخذه عند المكارم هزة ... كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب
والوعى: الصوت, مثل الوغى, وقوله: هززته يوم الوعى في موضع وصفٍ لمهندٍ.
وقوله:
أقصر ولست بمقصرٍ جزت المدى ... وبلغت حيث النجم تحتك فاربعا
يقال: ربع إذا أقام. والنجم: يحتمل أن يكون هاهنا الواحد من النجوم, لا يخص به بعض دون بعضٍ, ويجوز أن يعني الثريا؛ لأنهم إذا قالوا: النجم أوقعوه عليها دون غيرها في كثير من المواضع, قال الشاعر: [الطويل]
إذا النجم وافى مغرب الشمس عطلت ... مقاري حيي واشتكى الغدر جارها
لأن الثريا في الشتاء تطلع عشاءً, وإذا طلعت مع الصبح فذلك من دلائل الحر.
وقوله:
أكلت مفاخرك المفاخر وانثنت ... عن شأوهن مطي وصفي ظلعا
الِشأو: الطلق, وإنما هو مأخوذ من قولهم: شاءه يشاؤه إذا سبقه, وقالوا: شأوته وشأيته, إلا أنهم ثبتوا على الواو في الشأو. واستعار المطي للوصف, ويجوز أن يجعل القصائد كالمطي؛ لأنها تحمل المديح, وتسير به في البلاد.
وقوله:
وجرين جري الشمس في أفلاكها ... فقطعن مغربها وجزن المطلعا
قوله: جرين: يجوز أن يعني به المفاخر, وأن يعني به مطي وصفه, وكذلك قوله: وخشين ألا تقنعا: يحتمل الوجهين.