للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال: لحاه: إذا لامه, وهو مأخوذ من لحيت العصا إذا قشرتها, وفيه لغتان: لحيت, ولحوت, فإذا أريد به اللوم لم يستعملون إلا بالياء, والشموع: المزاحة؛ يقال: شمع يشمع, وهي المشمعة, قال الهذلي: [الكامل]

فلبثن حينًا يعتلجن بروضةٍ ... فيحد طورًا في العلاج ويشمع

ويجوز أن يكون اشتقاق (شمع) في معنى (مزح) من الشمعة الموقدة؛ لأنها تضيء ولا يدوم ضياؤها, وكأنها ليست بجادةٍ في ذلك. وقالوا أشمع السراج: إذا اشتد ضوؤه, فكأنه صار مثل الشمعة في الضياء.

وقوله:

منعمة ممنعة رداح ... يكلف لفظها الطير الوقوعا

هذا معنى يتداوله الشعراء, مثل أن يقولوا: لو نادى فلان الطير لأجبنه, ولو سمعت العصم كلامه لنزلت إليه, ونحو منه قول النابلغة: [الكامل]

بتكلمٍ لو تستطيع حواره ... لدنت له أروى الهضاب الركد

وقال آخر: [الطويل]

ولو سمعت غربان ضرخة لفظها ... لأخرت عليها بين مثنى وموحد

وقوله:

ترفع ثوبها الأرداف عنها ... فيبقى من وشاحيها شسوعا

يقال: وشاح وإشاح, وهو شيء ينظم, وتجعله المرأة على خصرها, فربما كان لؤلؤًا, وربما كان خرزًا أو ودعًا. وقالوا: حمام موشح إذا كان فيه لون مخالف معظم لونه, قال ذو الرمة: [الطويل]

قد ارتحلت مي فهاتيك دارها ... بها السحم تردي والحمام الموشح

<<  <   >  >>