للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والردف: العجز, وكل ما تبع شيئًا فهو ردف له, يقال: ردفه وأردفه, والردف واحد كغيره من أعضاء البدن؛ إلا أن الشعراء يقولون: ثقيلة الأرداف يريدون مآخير الجسد.

والشسوع من (شسع) إذا بعد, وهذا المعنى مجانس لقول الآخر: [الكامل]

أبت الروادف والثدي لقمصها ... مس البطون وأن تمس ظهورا

وقوله:

إذا ماست رأيت لها ارتجاجًا ... له لولا سواعدها نزوعا

ماست المرأة: إذا اضطربت في مشيها وتمايلت, وكذلك ماس الغصن, ومن أمثالهم: إن الغني طويل الذيل مياس» , يراد أنه من الأشر يتمايل. والارتجاج: الاضطراب, وفي كلام يروى عن ابنة الخس لما قيل لها: بم تعرفين لقاح ناقتك؟ قالت: أرى العين هاجا والسنام راجا وأراها تفاج ولا تبول. وقالوا: سمعت رجة الرعد؛ أي: صوته؛ وإنما يعنون أن صوته شديد ترتج له الأرض. والهاء في له عائدة على الثوب. ونزعا: فعول من (نزع الشيء) إذا نحاه عن موضعه, يقول: لولا سواعد هذه المرأة تمنع ثوبها من أن يزول عنها لألقاه عنها ارتجاجها في المشي.

وقوله:

تألم درزه والدرز لين ... كما تتألم العضب الصنيعا

تألم في معنى تتألم, والغالب على تفعل أنه لا يتعدى, وقد يجيء متعديًا كقولهم: تعلمت العلم, وتسديت الأمر؛ أي: ركبته, وعلوته. والمعنى تتألم من درزه, والدرز: أثر الخياطة, وهو قليل التردد في الكلام القديم, وقال بعضهم: إن الدنيا يقال لها أم درزٍ, يراد أنها تحوج إلى أن تخدم, كما يحوج الثوب إلى أن يخاط.

<<  <   >  >>