وقوله:
قبولك منه من عليه ... وإلا يبتدئ يره فظيعا
في هذا البيت ضمير مصدرٍ قد دل عليه الفعل, والضمير الذي قبل الهاء في قوله: يره راجع إلى الرجل, والهاء تعود على مضمرٍ آخر, كأنه قال: وإلا يبتدئ ير ترك الابتداء فظيعًا؛ أي: قبيحًا. يقال: أفظعني الأمر إذا أفزعني, وأمر مفظع وفظيع, وداهية مفظع, قال طفيل الغنوي: [الطويل]
أناس إذا ما الكلب أنكر أهله ... حموا جارهم من كل شنعاء مفظع
والمن إذا إذا استعمل في معنى الإحسان والعطية جاء على ضربين:
أحدهما: أنه إكرام ليس معه ما يكدره من الاعتداد بالصنيعة.
والآخر: أن يكون ثم ذكر, فهذا يعترض عليه التكدير, وكثيرًا تقول العرب: أسر فلان فلانًا فمن عليه؛ إذا لم يطلب منه فداءً, ولم يقتله إن كان له ذحل عنده.
وقوله:
لهون المال أفرشه أديمًا ... وللتفريق يكره أن يضيعا
الهون: الهوان, وأفرشه أديمًا؛ أي: جعله كالفراش له, ومن شأنهم أن يفرغوا المال على نطعٍ, والكلام يتم عند قوله: وللتفريق, ثم قال: يكره أن يضيعا كالمفسر لما سبق من البيت, أي: إنه إنما أفرشه الأديم كراهةً لضياعه.
وقوله:
إذا مد الأمير رقاب قومٍ ... فما لكرامةٍ مد النطوعا
واحد النطوع: نطع في وزن ضلعٍ, وهذه أفصح اللغات, وقد قالوا: نطع, بفتح النون والطاء, ونطع, بفتح النون وسكون الطاء, ونطع على مثال جذعٍ, قال الراجز: [الرجز]
يضربن بالأزمة الخدودا ... ضرب الأكف النطع الجديدا