للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال: سلبته سلبًا وسلبًا, وهو أحد المصادر التي جاءت على فعلٍ بتحريك العين, لأن الأكثر فيها أن تجيء على فعلٍ بالسكون. وينبغي أن يكون السلب في أول البيت مصدرًا ساكن اللام, ويكون السلب الثاني محرك اللام, يراد به ما سلب, كما يقال: نفضت نفضًا بسكون الفاء, والنفض ما نفض. والمعنى أنك قد سلبت الأعادي جميع ما يملكون, وكل خلةٍ مثل الأمن ونحوه, حتى سلبتهم الهجوع فاردده عليهم؛ لأنهم لا ينامون من خوفك.

وقوله:

إذا ما لم تسر جيشًا إليهم ... أسرت إلى قلوبهم الهلوعا

يقال: سار الجيش وأساره غيره, فهذا القياس. وقد حكي: سرت الدابة وأسرتها, فلا يمتنع على هذا أن يقال: سار الجيش وسرته؛ لأنه مأخوذ من سير الدابة. والهلوع: مثل الهلع, وهو أشد الفزع. وقيل: الهلع أن يذهب العقل من الرعب, ويقال: الهلوع والهلاك بمعنى: كما يقال: الصمات والصموت ورزاح الناقة والرزوح, وقال ذوم الرمة: [الطويل]

فمازال عن نفسي هلاع مداخل ... من الهم حتى كاد يبدو ضميرها

وقوله:

رضوا بك كالرضى بالشيب قسرًا ... وقد وخط النواصي والفروعا

يقال: وخطه الشيب في أول ما يبدو به, ووخطه بالرمح إذا طعنه طعنًا خفيفًا, والمعنى: أن أعداءك راضون بأنك قد علوتهم وهم كارهون؛ إلا أنهم لا يقدرون على دفعك كما أن الشيب يعلو المفارق على كرهٍ ممن يشيب.

وقوله:

فلا عزل وأنت بلا سلاحٍ ... لحاظك ما تكونه به منيعا

الأعزل: الذي لا سيف معه, وربما قالوا: الذي لا سلاح معه, وإنما قيل له أعزل لأنه يعتزل عن الحرب, ويقال في المصدر: أعزل بين العزل والعزل, كما يقال: السقم والسقم, والثكل والثكل, قال الهذلي: [الطويل]

<<  <   >  >>