وهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا, فيقال في الرفع: حضرموت, ويجري في النصب والخفض والرفع مجرى ما لا ينصرف, والذي منعه من الصرف أنه معرفة ومركب من شيئين, والناس اليوم يظنون أن حضرموت بلد؛ وذلك سائغ في الكلام, كأنهم يريدون البلد الذي تحله حضرموت؛ وقد جاء ذلك في الشعر الفصيح, قال عبد يغوث الحارثي:[الطويل]
فيا راكبًا إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران ألا تلاقيا
أبا كربٍ والأيهمين كليهما ... وقيسًا بأعلى حضرموت اليمانيا
(١١٢/ب) فقوله: بأعلى حضرموت يدل على أنه جعله مكانًا. وكذلك قول رؤبة:«أهل حضرموتٍ» , وحكي أن بعض العرب يضم الميم, فيقول: حضرموت, وإنما حملهم على ذلك أنهم أرادوا إخراجه إلى وزن يكون للأسماء الآحاد مثل: عقرقوفٍ وعضرفوطٍ, ومنهم من يقول: حضرموتٍ فيجعله كالاسم المضاف, فأما قول الراجر:[الرجز]
يا حضرموت بايعي أو فري ... جاءك معن وأبو الأغر
فيجوز أن يكون خاطب البلدة وهو يريد أهلها, كما يقال: يا آمد اتقي كذا وكذا, والمراد: يا أهل آمد, ويحتمل أن يريد القبيلة.
وقوله:
قد استقصيت في سلب الأعادي ... فرد لهم من السلب الهجوعا