ومن قطعة تنسب إلى أبي الطيب وهي ضعيفة جدًا.
وقد كان في زمانه قوم يشبهون كلامهم بكلامه, فيجوز أن تكون هذه مما عملوه. وهي من ثاني الطويل على ري الخليل, ومن أول السحل الأول على ري غيره, وألها:
قطعت بسيري كل يهماء مفزع ... وجبت بخيلي كل صرماء بلقع
(١١٣/أ) اليهماء: الأرض التي لا يهتدى بها, وقيل للجبل الذي لا يقدر على طلوعه: أيهم, ومن ذلك قولهم: الأيهمان, وجاء في الحديث: «نعوذ بالله من شر الأيهمين» وهما في البادية: السيل والفحل الهائج, وفي الحاضرة: السيل والحريق. والمعنى أنهما لا يدرى كيف يدفعان, ولم يستعمل المصدر من هذه الكلمة, لم يقولوا: اليهم, كما قالوا: الفعل في مصدر أفعل مثل الكمه في الأكمه, والعور في الأعور. ويقال: أرض مفزع, فإذا أرادوا المبالغة قالوا: مفزعة, وكثر استعمالهم الهاء إذا أرادوا هذا الوجه, فقالوا: بلاد مذأبة, وأرض مسبعة ومأسدة, ونحو ذلك, قال الراجز: [الرجز]
يا معطي الخير الكثير من سعه ... إليك جاوزنا بلادًا مسبعه
والصرماء: الأرض المنصرمة من الناس, ويقال: هي التي لا ماء فيها, ومن ذلك قيل للذئب والغراب: الأصرمان, قال الشاعر: [الوافر]
على صرماء فيها أصرماها ... وخريت الفلاة بها مليل
وقوله:
وفارقت مصرًا والأسيود عينه ... حذار مسيري تستهل بأدمع