أصل الحلف من قولهم: حلف يمينًا, وقالوا: فلان حلف فلانٍ؛ أي قد حالفه على أمرٍ يفعلانه, والقوم أحلاف. ثم كثرت هذه الكلمة حتى قالوا: فلان حلف كذا؛ أي: لازم له, وإن لم تكن ثم يمين, فيقال: هو حلف جودٍ وحلف غدرٍ؛ أي: كأنه قد حالفه.
وقوله:
ومن كلما جردتها من ثيابها ... كساها ثيابًا غيرها الشعر الوحف
يقال: ومن كلما جردتها من ثيابها ... كساها ثيابًا غيرها الشعر الوحف
يقال: شعر وحف, أي: كثير النبات بين الوحافة والوحوفة, ومنه قولهم: وحفت البعير إذا أحكمت طلاءه بالقطران؛ كأنهم يريدون أنهم جعلوه في السواد مثل الشعر الوحف. ويقال: إن الوحاف حجارة سود, فيجوز أن يكونوا شبهوها في اللون بالحوف من الشعر, وقال قوم: الوحفة: أرض حمراء, وجمعها وحاف, ومن هذا الاشتقاق قول لبيدٍ: [الكامل]
فصوائق إن أيمنت فمظنة ... منها وحاف القهر أو طلخامها
والشعراء تغرق في وصف الشعر بالكثرة والخصب حتى تخرج بذلك إلى حالةٍ لا تحمد, كقول النابغة: [الكامل]
وبفاحمٍ رجل أثيث نبته ... كالكرم مال على الدعام المسند
وقوله:
وقابلني رمانتا غصن بانةٍ ... يميل به بدر ويمسكه حقف
الشعراء تشبه الثديين بالرمانتين, وكثر لك حتى ألقوا حرف التشبيه, كما طرحوه في كثير من المواضع, قال النابغة: [الطويل]
ويخبأن رمان الثدي النواهد