تقدم. يقول: ألمت بهذه المذكورة نفرة, فتجاذب جيدها وحليها؛ يعني بالحلي ما يكون في العنق, والحلي يقع على الذهب والفضة, ويدخل اللؤلؤ وما جرى مجراه مما تتزين به النساء من زبرجدٍ وجزعٍ, وغير ذلك, قال المرقش: [الطويل]
تحلين ياقوتًا وشذرًا مفصلًا ... وجزعًا ظفاريًا ودرًا توائما
يريد أن المرأة ارتجت للنفرة فوقع التجاذب بين أعضائها.
وقوله:
وخبل منها مرطها فكأنما ... تثنى لنا خوط ولا حظنا خشف
المرط: كساء من صوفٍ, ويمكن أن يقال للكساء من الخز: مرط, وفي الحديث: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مروط نسائه» وخبل: أي: أحدث فيها خبالًا؛ أي: اضطرابًا, والخبل والخبل والخبال اشتقاقهن واحد, وهن يستعملن في الفساد والاضطراب, وكثر في الكلام القديم استعمالهم الخبل في قطع اليد والرجل, قال متمم: [الطويل]
وكل فتى في الناس بعد ابن أمه ... كذاهبة إحدى يديه من الخبل
فأما قول الآخر: [الطويل]
من الدارميين الذين دماؤهم ... شفاء من الداء المجنة والخبل
فالخبل: هاهنا يقع على كل داءٍ يفسد الصحة, وإنما سموا الجن خبلًا؛ لأنهم يذهبون إلى أنهم يخلبون الإنس أي: يفسدون عقولهم وأجسامهم. والخوط: الغصن القومي. والخشف: ولد الظبية, وإنما قيل له: خشف من قولهم: خشف في الشيء إذا دخل فيه؛ يريدون أنه يدخل في الأشياء فيستتر فيها.
وقوله:
هراقت دمي من بي من الوجد ما بها ... من الوجد بي والشوق لي ولها حلف