للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعنى: وما الذي نال من حساده الغيظ بأعظم مما نال من وفره العرف؛ أي: إنه قد أهلك ماله بالمعروف, كما أن حساده قد هلكوا بالغيظ.

وقوله:

تفكره علم ومنطقه حكم ... وباطنه دين وظاهره ظرف

الظرف: كلمة قليلة التردد في الكلام القديم, وهي كثيرة في كلام الناس اليوم, وأهل العلم يقولون: إنه (١١٤/ب) يقال: رجل ظريف إذا كان فصيح اللسان, وقيل: رجل ظريف؛ أي: حاذق بالأشياء, والناس في هذا العصر يقولون للحسن المنظر والثياب: ظريف. وفي الحديث: «إذا كان اللص ظريفًا لم يقطع»؛ أي: إذا كان له لسان يحتج به جاز أن يخلص يده من القطع, وأما قول الحكمي: [المنسرح]

..................... ... تيه مغن وظرف زنديق

فيقال: إنه أراد رجلًا كان في زمن السفاح من بني العباس, وكان الزنديق من بني الحارث بن كعبٍ, وكان موصوفًا بالظرف. ولم يرد الشاعر أن الزنادقة كلهم ظراف؛ وإنما أراد أن هذه المذكورة لها ظرف رجلٍ من الزنادقة كما يقال للإنسان: فلان له كرم طائي, وهم يعنون حاتمًا دون غيره, ولا يريدون كل رجلٍ من طيءٍ, وحكى النحويون أنه يقال في جمع ظريفٍ: ظروف, فهو عندهم اسم للجمع. وروى السكري بيت أبي ذؤيبٍ:

<<  <   >  >>